بايكونور كازاخستان (الاتحاد)
تدشن الإمارات اليوم مهمتها التاريخية إلى محطة الفضاء الدولية، لتضع بصمة عالمية وعربية عنوانها التحدي والطموح.
وقال المهندس سالم حميد المري، مساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية ومدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء لـ«الاتحاد»: يبلغ عدد فريق المهندسين في محطات التحكم 20 مهندساً موزعين على 4 محطات تحكم عالمية في موسكو وهيوستن وطوكيو ودبي. وأوضح أن دور الفريق هو متابعة جدول مهام هزاع المنصوري رائد الفضاء الإماراتي فور وصوله إلى المحطة الفضاء الدولية.
وأكد المري أن تخصص هزاع المنصوري كطيار عسكري يؤهله لأن يكون رائد فضاء، مبيناً أنه سينفذ 16 تجربة علمية بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية، منها الروسية روسكوسموس، والأوروبية «إيسا»، بينها 6 تجارب على متن محطة الفضاء الدولية لدراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان في الفضاء مقارنة بالتجارب التي أجريت على سطح الأرض، ودراسة مؤشرات حالة العظام، والاضطرابات في النشاط الحركي، والتصور وإدراك الوقت عند رائد الفضاء، إضافة إلى ديناميات السوائل، وأثر العيش في الفضاء على البشر. وقال: كما سيتم، بالتوازي مع ذلك، تنفيذ تجارب مبادرة «العلوم في الفضاء»، وهي تجارب علمية بسيطة تم اختيارها بناءً على منهج المدارس في الإمارات، ستسهم في رفد المناهج الإماراتية بمواد علمية جديدة، بالإضافة إلى تجارب المبادرات التعليمية، بالتنسيق مع وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية.
وتابع: وراء تلك التجارب فريق متخصص في غرف التحكم خضعوا لتدريبات متخصصة حول وكالة الفضاء الدولية على كيفية التحكم ومخاطبة رواد الفضاء ومتابعة عملهم، مبيناً أن جميع الأبحاث العلمية في الجزء الأوروبي سيتم التحكم بها في محطة مركز محمد بن راشد للفضاء، فيما سيكون التحكم بالتجارب اليومية والجدول اليومي من موسكو بالتعاون مع محطة دبي.
وأضاف المري: تتضمن التجارب العلمية أيضاً دراسة التنظيم المستقل لنظام القلب والأوعية الدموية، وديناميكا الدم المركزية، وتأثير عوامل رحلة الفضاء على التوزيع المكاني لطاقة انقباضات القلب، ودراسة مؤشرات حالة العظام، وتكوين الجسم، وتنظيم الغدد الصماء في رواد الفضاء قبل وأثناء وبعد الرحلة على المدى القصير، فيما ستتم دراسة النشاط الحركي لرائد الفضاء في ظروف الطيران الفضائي، ودراسة تأثير الجاذبية الصغرى على نمو الخلايا والكائنات الدقيقة والجينات، ومعدلات إنبات البذور والفطريات والطحالب وتأثير المضادات الحيوية على البكتيريا، والتفاعلات الكيميائية الأساسية في الفضاء، ودراسة تصور وإدراك الوقت عند رائد الفضاء، وكيفية التحقق من سلوك السوائل تحت الجاذبية، ودراسة أثر العيش على المدى الطويل في الفضاء على تقدم السن، حيث ستصف نتائج التجربة بدقة تأثير العلامة البيولوجية الجينية لتقدم السن بالتعرض للإشعاع أثناء الرحلات الفضائية المطولة، مما سيساعد في كشف العلاقة بين التغيرات الجينية، وعملية التقدم بالسن عند البشر.
بدورها، قالت مريم الزرعوني رئيس وحدة الدراسات وعضو المبادرات التعليمية لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء: سوف أتولى مهمة متابعة جدول هزاع المنصوري في محطة الفضاء الدولية، من خلال مركز التحكم في موسكو، وتتضمن مهمتي المراقبة والمتابعة والرد على الاستفسارات ومتابعة تنفيذ الأبحاث العلمية، لافتة إلى تكوين فريق العمل من مركز محمد بن راشد للفضاء وعدد من الشركاء العالميين، وأن ساعات العمل منذ انطلاق هزاع المنصوري تبدأ من الساعة 6 صباحاً حتى الساعة 6 مساءً.
فحوص طبية أخيرة
على بعد خطوات من الفندق الذي يقطن فيه زوار منطقة بايكونور، يقع الفندق الخاص برواد الفضاء والذي تتم فيه مرحلة العزل الصحي. ويخضع طاقم الرحلة الأساسي والبديل لمرحلة الحجر الصحي لمدة أسبوعين قبل الإطلاق للتأكد من عدم التعرض للأمراض. ويستيقظ طاقم الرحلة صباح اليوم في الثامنة صباحاً لتناول طعام الإفطار، وبعد حفل وداع، يغادرون فندق رواد الفضاء في بايكونور لإجراء فحوص طبية أخيرة.